رغم انتشار الأمراض النفسية، إلا أنه في كثير من الأحيان لا يتم تشخيصها، كما أن العديد من المرضى يترددون في طلب المسـاعدة الطبية. لذلك، فإن 2 فقط من كل 5 أشخاص يعانون من اضطرابات في المزاج أو من التوتر أو من اضطرابات بسبب الاستخدام السيء لبعض المواد يطلبون المساعدة الطبية خلال السنة الأولى من إصابتهم بهذه الحالات.
وعلى الرغم من أن نسب الإصابة بالاضطرابات النفسية تكاد تتساوى بين النساء والرجال، إلا أن هناك فروقات كبيرة بين الجنسين في نمط المرض النفسي، حيث يحدد الجنس الفرق في القوة والسيطرة لدى الرجل والمرأة على العوامل الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بصحتهم النفسية وحياتهم ووضعهم الاجتماعي ومنزلتهم الاجتماعية وعلاجهم. كما ويؤثر نوع الجنس على قابلية التعرض للعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية.
تحدث الفروقات بين الجنسين بشكل خاص في معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية الشائعة مثل الاكتئاب والتوتر والقلق والأعراض الجسدية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الاضطرابات—والتي تحدث بشكل أكبر لدى النساء—تصيب واحداً من كل ثلاثة أشخاص في المجتمع وتُشكِّل مشكلة صحية عامة وخطيرة.
يعتبر الاكتئاب والذي يتوقع أن يكون ثاني الأسباب المؤدية للإعاقات في الأعوام القادمة —أكثر شيوعاً بين النساء مما هو لدى الرجال بما يقدر بضعفي النسبة. أما إدمان الكحول، فهو أكثر شيوعاً بين الرجال مما هو لدى النساء بأكثر من ضعفي النسبة، ففي الدول النامية، يعاني حوالي 1 من كل 5 رجال من إدمان الكحول، بينما تعاني 1 من كل 12 امرأة منه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اضطرابات الشخصية اللااجتماعية تزيد لدى الرجال عما هي لدى النساء بما يقدر بثلاثة أضعاف النسبة. أما عن الإصابة بالاضطرابات النفسية الشديدة، مثل الفصام، فليس هناك فرق واضح في نسبة الإصابة بين الجنسين.
حقائق حول الصحة النفسية للمرأة
- تصل نسبة الإعاقات الناتجة عن الاكتئاب الى 41,9 % عند النساء مقارنة بـِ 29,3% عند الرجال.
- يعتبر الاكتئاب والخرف أكثر المشاكل النفسية شيوعاً عند تقدم العمر، وهي أكثر انتشاراً بين النساء.
- إن حوالي 80% من 50 مليون شخص تعرضوا للنزاعات العنيفة والحروب الأهلية والكوارث وتغيير مكان السكن هم من النساء والأطفال.
- يتراوح معدل العنف ضد المرأة بين 16% إلى 50%.
- يؤثر الاكتئاب والتوتر والآلام النفسية والعنف الجنسي والعنف الأسري وتزايد الاستخدام السيء لبعض المواد على النسـاء أكثر من تأثيره على الرجال، وذلك في كل البلاد وتحت كل الظروف. حيث تجتمع على النساء الضغوط بسبب تعدد أدوارهن والتمييز ضدهن وعوامل أخرى مجتمعة من الفقر والجوع وسوء التغذية وإجهاد العمل والعنف الأسري والعنف الجنسي، مما يؤدي إلى سوء الصحة النفسية لديهن.
العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة النساء بالأمراض النفسية
هناك عوامل تزيد من نسبة تعرض النساء للاضطرابات النفسية. وتشمل هذه العوامل العنف الذي يمارس ضد المرأة، والنقص الاجتماعي والاقتصادي، والدخل المتدني وعدم تساوي الدخل مع الرجل، وتدني المكانة الاجتماعية والترتيب بالمقارنة مع الرجل، إضافة إلى المسؤوليات المتواصلة للمرأة في رعاية الآخرين.
التحيز في طريقة العلاج بين الرجل والمرأة
- تظهر الفروقات بين الجنسين في أنماط طلب العلاج، حيث تقوم المرأة بطلب العلاج بشكل أكبر من الرجل، كما وتقوم بشرح مشاكلها النفسية. أما الرجل، فهو عادة ما يطلب المساعدة من الأخصائي، وعادة ما يتلقى العلاج في المستشفى.
- يقوم الرجل بمواجهة مشاكله الخاصة بتعاطى المواد المخدرة بشكل أكبر من المرأة.
- يتم تشخيص المشاكل النفسية الناتجة عن العنف بشكل نادر، حيث تتردد المرأة بالكشف عن تعرضها للعنف إلا إن سألها الطبيب عن ذلك بشكل مباشر.
أنواع الأمراض النفسية
تتعدد الحالات التي تعرف بأنها أمراض نفسية وتعتبر الحالات التالية أكثرها شيوعاً:
- اضطرابات القلق: يستجيب المصابون بهذه الاضطرابات لأشياء أو أوضاع معينة بالخوف والفزع، كما وتظهر عليهم الأعراض الجسمية للقلق، مثل تسارع ضربات القلب والتعرق. ويتم تشخيص هذه الاضطرابات إن كان رد فعل الشخص غير مناسب للوضع أو إن لم يستطع السيطرة على ردة فعله أو إن أثّر القلق بشكل سلبي على وظائفه الطبيعية.
- اضطرابات المزاج أو الاضطرابات العاطفية: تشمل هذه الاضطرابات الشعور الدائم بالحزن، إضافة إلى فترات من الشعور بالسعادة الكبيرة، أو التنقل بين السعادة الشديدة والحزن الشديد. ويعتبر الاكتئاب والهوس أكثر هذه الاضطرابات شيوعاً.
- الاضطرابات الذهانية: تؤثر هذه الاضطرابات بشكل سلبي على الإدراك. وتعتبر أكثر أعراضها شيوعاً الهلوسة البصرية والسمعية (أي رؤية خيالات وسماع أصوات غير حقيقية، على التوالي) والتخيّل (أي تصديق اعتقادات غير صحيحة رغم منافاتها للحقيقة). ويعتبر الفصام أحد هذه الاضطرابات.
- اضطرابات الأكل: تشمل هذه الاضطرابات التطرف في العواطف والتصرف تجاه الوزن والطعام. ويعتبر فقدان الشهية المرضي والشهوة البقرية من أكثر هذه الاضطرابات شيوعاّ.
- الاضطرابات الاندفاعية واضطرابات الإدمان: يكون مصابو الاضطرابات الاندفاعية غير قادرين على مقاومة الإغراءات، كما ويكونون مندفعين للقيام بأمور قد تؤذيهم أو تؤذي الآخرين. ويتضمن هذا النوع من الاضطراب مرض إشعال النيران ومرض السرقة والهوس في المقامرة. أما مصابو اضطرابات الإدمان، كالإدمان على الكحول والمخدرات، فهم يكونون شديدو التعلق بالمواد المدمن عليها، مما يؤدي بهم بعد ذلك إلى إهمال مسؤولياتهم وعلاقاتهم.
- اضطرابات الشخصية: يملك مصابو هذه الاضطرابات صفات شخصية متطرفة وغير مرنة. وتسبب هذه الصفات التوتر للمصاب وتؤدي إلى المشاكل في عمله ومدرسته وعلاقاته الاجتماعية. ومن الأمثلة على ذلك الشخصية غير الاجتماعية والوسواس القهري وجنون العظمة (البارانويا).
- حالات وأمراض أخرى: تشمل حالات اضطرابات النوم، وحالات الخرف، وتشمل هذه مرض ألزهايمر.
تغيرات المزاج قبل الحيض:
تعاﻧﻲ العديد من النساء من تغيرات جسدية ومزاجية عابرة وذلك قرب الدورة الشهرية. في الواقع ، ما لا يقل عن ٩٠٪ من النساء اللواﺗﻲ لديهن دورات شهرية منتظمة يبلغن عن أعراض جسدية أو نفسية مزعجة قبل الحيض . بالنسبة لغالبية النساء ، هذه الأعراض خفيفة وﻳﻤكن تحملها. ومع ذلك ، بالنسبة لمجموعة معينة من النساء ، ﻳﻤكن أن تكون هذه الأعراض معيقة وقد تسبب اضطرابًا كبيرا في حياتهن
متلازمة ما قبل الحيض :
يشار إليها عاد ًة باسم PMS ، هي مصطلح واسع يشير عاد ًة إلى ﻧﻤط عام من الأعراض الجسدية والمزاجية والسلوكية التي تحدث قبل أسبوع إلى أسبوعين من الدورة الشهرية وتنتهي مع بداية الحيض. متلازمة ما قبل الحيض شائعة ، حيث تصيب ٣٠-٨٠٪ من النساء في سن الإنجاب.
الأعراض النفسية : | الأعراض الجسدية : |
من المهم التمييز بين اضطراب سواء المزاج ما قبل الطمث والحالات الطبية والنفسية الأخرى. حيث ﻳﻤكن أن يكون للأمراض العضوية مثل متلازمة التعب المزمن ، والأﻟﻢ العضلي الليفي ، ومتلازمة القولون العصبي واضطراب الصداع النصفي ، أعراض تتداخل مع اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث بالإضافة إلى ذلك ، ﻳﻤكن أن تتفاقم الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق خلال فترة ما قبل الحيض وبالتالي قد تحاﻛﻲ اضطراب سواء المزاج ما قبل الطمث .
ﻳﻤكن ﺗﻤييز اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث عن اضطرابات المزاج الأخرى بشكل أساسي من خلال الطبيعة الدورية لاضطراب المزاج. أعراض المزاج في اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث موجودة فقط لفترة زمنية محددة وذلك خلال المرحلة الأصفرية (الأسبوعين الأخيرين) من الدورة الشهرية. على العكس من ذلك ، فإن اضطرابات المزاج الأخرى متغيرة أو ثابتة خلال الوقت. لذلك ، فإن أفضل طريقة لتمييز اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث عن اضطراب المزاج الأساسي هي من خلال الرسم البياﻧﻲ اليومي للأعراض. بالإضافة إلى ذلك ، تختفي أعراض المزاج في اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث في غياب الدورة الشهرية. وهكذا ، فإن اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث يختفي أثناء الحمل وبعد انقطاع الطمث.
أفضل طريقة لتأكيد تشخيص هذا الاضطراب هي من خلال التخطيط اليومي للأعراض. ﺗﻤر النساء المصابات بفترة خالية من الأعراض بين الحيض والإباضة. على الرغم من عدم وجود إجماع حول أفضل أداة ﻳﻤكن من خلالها تأكيد تشخيص اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث ، إلا أن هناك العديد من المقاييس التي تم التحقق منها لتسجيل أعراض ما قبل الحيض تشمل:
- Calendar of Premenstrual Experiences (COPE)
- Daily Record of Severity of Problems (DRSP)
- Prospective Record of the Severity of Menstruation (PRISM)
لمزيد من المعلومات بامكانك تصفح المواضيع التالية: