الاضطرابات النفسية عند الشباب
تشــكل مرحلــة الشــباب مرحلــة الــذروة للكثيــر مــن هــذه الاضطرابــات، وتكمــن الخطــورة الأساســية فــي أن الاضطرابــات النفســية فــي هــذه المرحلــة المبكــرة مــن عمـر الإنسـان، والتـي تتميـز بنقـص النضـج وعـدم اكتمـال عوامـل بنـاء الشـخصية، قـد تتـرك آثـاراً مدمـرة علـى حيـاة المراهقيـن/ات والشـباب/ات وحيـاة أسـرهم وعلـى تقبـل المجتمــع لهــم واندماجهــم فيــه، وكذلــك فإنهــا تحــرم المجتمعــات مــن أهــم مصــادر قوتهــا البشــرية.
بعــض الاضطرابــات النفســية فــي مرحلــة المراهقــة والشــباب هــي اســتمرار لاضطرابــات الطفولــة النمائيــة كفــرط الحركــة ونقــص الانتبــاه، واضطــراب المســلك، والتوحـد، والإعاقـة الذهنيـة، وبعضها مشـابه للاضطرابات النفسـية العامـة لـدى الراشـدين مثـل الاكتئـاب والذهـان والاضطرابـات المتعلقـة بالشـدة والاضطرابـات العاطفيـة الهامــة والجســدية غيــر المفســرة (الأخــرى).
يختلـف الشباب/الشـابات فيمـا بينهـم فـي المجـال الـذي يمكـن التركيـز عليـه فـي تقييـم أدائهـم الوظيفـي، فبينمـا يشـكل التحصيـل العلمـي والتطـور المدرسـي المجـال الأساسـي لـدى الطـلاب منهـم، تـزداد أهميـة المجـالات الأخـرى الشـخصية والأسـرية والمجتمعيـة والمهنيـة مـع التقـدم فـي مرحلـة الشـباب، وبالمجمـل فإنـه غالبـاً مـا تـؤدي الاضطرابـات النفسـية لتأخـر فـي عـدة مجـالات وظيفيـة. عندمـا يشـمل التراجـع الوظيفـي قطـاع واحـد فإنـه يجـب علينـا البحـث عـن مشـاكل محـددة أخـرى وليســـت بالضـــرورة اضطـــراب نفســـي (مثـــل المشـــاكل الأسـرية والعاطفيـة والتنمـر داخـل المـدارس والجامعـات والفقـر الشـديد…).
من خصائص الصحة النفسية:
- الحفــاظ علــى شــخصية متكاملــة: أي التوافــق بيــن الحاجــات الشــخصية والســلوك.
- التوافــق مــع المتطلبــات الاجتماعيــة: أي التناســق بيــن الفــرد والمعاييــر التــي يقبلهــا التــراث الثقافــي للمجتمـع الـذي يعيـش فيـه أي التكيـف الاجتماعـي دون خســارة عنصــر الإبــداع الــذي هــو مظهــر الشــخصية المتكاملــة.
التكيـــف مـــع شـــروط الواقـــع: أي القـــدرة علـــى قبـــول الواقـــع ومعرفـــة حـــدوده وعـــدم الهـــرب مـــن صعوباتـــه وتحملهـــا. - الحفـاظ علـى الثبـات المناسـب تجـاه المواقـف التـي يتخذهــا الشــخص فــي الأمــور المختلفــة، والتــي تشــمل تطــور الخبــرات والعلاقــات الاجتماعيــة والقــدرات والتحكــم بالانفعــالات.
- الحفـاظ علـى قـدر مناسـب مـن الحساسـية الانفعالية: أي التـوازن خـلال الانفعالات.
- المشــاركة المناســبة فــي حيــاة المجتمــع وتقدمــه: وهـو العمـل الـذي يجـب أن يؤديـه مـن أجـل تقـدم مجتمعــه.
من مظاهر الصحة النفسية:
- الشعور بالأمان والطمأنينة. تقدير الذات تقدير مناسب لا إفراط فيه ولا تفريط. معرفة الفرد بطاقاته وتكوينه معرفة مناسبة. قدرة الفرد على التأثر الانفعالي. اتصال الفرد مع الواقع اتصال مثمر. وجــود رغبــات جســدية مناســبة لــدى الفــرد مــع
- قدرتــه علــى التحكــم بهــا. وحدة الشخصية وتكاملها. وجود أهداف لحياة الفرد.
- قدرة الفرد على التعلم من الخبرة.
- قـدرة الفـرد علـى تحقيـق متطلبـات الجماعـة والقدرة علـى مخالفتهـا حيـن يكـون ذلـك مناسـباً ولازماً.
وفيمـا يلـي نـورد بعـض المصطلحـات المتعلقـة بالصحـة النفسـية وتعريـف كل منهـا
التكيف وهو بالمعنـى الحيـوي هـو القـدرة العضويـة علـى التـلاؤم مـع شـروط البيئـة الطبيعيـة ومفاجأتهـا.
بالمعنى الاجتماعي قول الفرد ما تقول به الجماعة.
بالمعنـى النفسـي مجموعـة ردود الفعـل التـي يسـتقيم بهـا البنــاء النفســي أو ســلوك الفــرد فــي اســتجابته للشــروط المحــددة المحيطــة أو لخبــرة جديــدة.
الشخصية وهي النظــام الفعلــي للإنســان فــي مرحلــة معينــة مــن مراحــل نمــوه.تلــك الميــول الثابتــة عنــد الفــرد والتــي تنظــم عمليــة التكيــف بينــه وبيــن بيئتــه.
ثبات الشخصية:
- في الأعمال والسلوك.
- في الأسلوب والتعبير.
- فـي البنـاء الداخلـي أي الأسـس العميقـة التـي تقـوم عليهـا الشــخصية.
- فــي الشــعور الداخلــي أي شــعور الفــرد خــلال حياتــه باســتمرار وحــدة شــخصيته وثباتهــا ضمــن الظــروف المتعــددة التــي تمــر بهــا.
المشاعر وهي:
المشــاعر متعــددة منهــا: الأمــان، الطمأنينــة، الرضــا، الحــب، الحنــان، العطــف، التذمّــر، النفــور، الغضــب، الكــره، التعاســة، اللامبــالاة، القلــق، الســعادة، التعاطــف، التـودّد، الصداقـة، البـكاء، الضحـك، الابتهـاج، الإسـتغراب وغيرهــا…
يمكـن ملاحظـة العلامـات التـي تـدل علـى الشـعور حيـث تنمـو القـدرة علـى فهـم المشـاعر ممـا يسـاعد كثيـراً فـي التحكـم بالتصرفـات علـى النفـس وعلـى الآخريـن.
إن أفضــل طريقــة للتعامــل مــع المشــاعر أو الانفعــالات هــي عــدم الســماح لهــا بالتحكــم والتوجــه إلــى أفضــل سـلوك للسـيطرة عليهـا، ويمكـن مسـاعدة المراهـق علـى فهـم شـعوره لينمـو سـليماً مـن الناحيـة النفسـية ويسـاعده الآخـرون مـن مجتمعـه علـى ذلـك
يجب العناية بالصحة النفسية والجسمية منـذ الطفولـة الأولـى والتعـرف علـى السـلوك السـوي لاكتشـاف أي تغيـر فـي السـلوك يمكـن أن يـ ّدل علـى بدايـة مـرض نفسـي (لا يكــون قــادراً علــى ابتــكار وتعلــم مهــارات جديــدة وتأديــة الأعمــال المكلّــف بهــا أمــا المشاكســة والعنــاد فهــي مظاهــرالاضطـراب النفسـي).
يمكــن كشــف معانــاة المراهــق/ة أو الشــاب/ة مــن مشــكلة علــى مســتوى الصحــة النفســية إن كان ســلوكه:
- لا يتناسب مع عمره كاهمال المدرسة وغيرها.
- يلحق الضرر به أو بالآخرين.
- يتصـادم مـع أعـراف المجتمـع كالسـرقة أو إسـاءة معاملـة الآخريــن
حاجات المراهقين/المراهقات
يرافـق التغيـرات التـي تحـدث فـي عمـر البلـوغ تغيـرات فـي حاجـات المراهقيـن/ات ، وهـذه هـي أهـم الحاجـات الأساسـية لهـم:
الحاجة إلى الأمن:
■ الأمن الجسدي والصحة الجسدية. ■ الشعور بالأمن الداخلي. ■ البقاء حياً. ■ الاسترخاء والراحة. ■ الشفاء عند المرض. ■ الحياة الأسرية الآمنة المستقرة والسعيدة. ■ المساعدة في حل المشكلات الشخصية.
الحاجة إلى الحب والقبول
■ الحاجة إلى الحب والمحبة ■ الحاجة إلى القبول والتقبل الاجتماعي. ■ الحاجة إلى الأصدقاء والانتماء إلى جماعات. ■ الحاجة إلى الشعبية وإسعاد الآخرين.
الحاجــة إلــى تأكيــد الــذات وتتضمــن الحاجــات التاليــة:
■ الحاجة إلى الأقران.
■ الشعور بالعدالة في المعاملة.
■ الاعتراف من الآخرين.
■ التقبل من الآخرين.
■ النجاح الاجتماعي.
■ الاقتناء والتملك.
■ أن يكون قائداً.
■ اتباع قائد.
■ الحاجة إلى أن يحمي الآخرين.
■ الحاجة إلى أن يقلّد الآخرين.
■ الحاجـة إلـى المسـاواة مـع أترابـه فـي المظهـر واللبـاس والمـال والمكانـة الاجتماعيـة.
■ المعاملة العادلة وتجنب اللوم.
الحاجة إلى النمو العقلي والابتكار وتتضمن ما يلي
- التفكير وتوسيع قاعدة الفكر والسلوك.
- تحصيل الحقائق وتفسيرها.
- الخبرات الجيدة والتنوع والتنظيم.
- إشباع الذات بالعمل.
- الحاجة إلى النجاح والتقدم الدراسي.
- التعبير عن الذات.
- السعي وراء الإثارة.
- التوجيـه والإرشـاد العلاجـي والتربـوي والمهني والأسـري والزواجي
الحاجــة إلــى تحقيــق وتأكيــد وتحســين الــذات وتتضمــن مــا يلــي:
■ الحاجة إلى التغلب على العوائق.
■ العمــل نحــو هــدف معيــن، والحاجــة إلــى معارضــة الآخريــن.
■ معرفة الذات والحاجة إلى تتوجيها
التغيرات النفسية خلال مرحلة الشباب
إن مرحلــة الشــباب هــي مرحلــة وســيطة بيــن مرحلتــي الطفولــة والرشــد، فــإن جــزء مــن هــذه الاضطرابــات النفســية الموجــودة فــي هــذه المرحلــة هــي تطــور للاضطرابــات الحاصلــة فــي الطفولــة، أو مقدمــة للاضطرابـات الموجـودة لاحقـاً، بالإضافـة لاضطرابـات تخــص هــذه المرحلــة بحــد ذاتهــا، وتشــمل هــذه الاضطرابــات معظــم الاضطرابــات النفســية وإن كان للأعــراض فــي هــذه المرحلــة طبيعتهــا الخاصــة.
إن الكثيــر مــن التغيــرات النفســية والســلوكية التــي يمكــن أن تحصــل فــي هــذه المرحلــة يمكــن اعتبارهــا تغيــرات نمائيــة طبيعيــة، ترتبــط بالطفــرة الهرمونيــة والمترافقــة مــع النمــو الجســدي والجنســي…، كمــا قــد تكــون مرتبطــة بمشــاكل شــخصية أو أســرية أو اجتماعيــة، وهــي ليســت اضطرابــات نفســية، ولا تحتــاج لتدخــلات علاجيــة محــّددة بـتواصــل فّعــال وتدخــلات اجتماعيــة ونفســية غيــر علاجيــة. ولذلــك فإنــه مــن المناســب أن نتقبــل وجــود طيــف واســع مــن الأفــكار والانفعــالات والســلوكيات والمواقــف لــدى المراهقيــن/ات والشــباب/ات واعتبــار ذلــك طبيعيــاً، وعــدم الميــل لتشــخيص اضطــراب نفســي فــي هــذه المرحلـة إلا عندمـا تكـون الأعـراض واضحـة وشـديدة ومسـتمرة ومؤثـرة علـى الأداء الوظيفـي العـام للشـاب.
معاناة الأهل مع أبنائهم خلال فترة المراهقة
- الخوف الزائد على الأبناء من رفاق السوء.
- مطالبتهم بالحرية والاستقلال.
- عــدم قدرتهــم علــى التمييــز بيــن الخطــأ والصــواب لعــدم وجــود الخبــرة.
- عيشهم في عالمهم الخاص.
- تمردهم ورفضهم أي نوع من النصح.
المظاهـر الشـائعة للاضطرابـات النفسـية لـدى المراهـق/ة والشاب/ة
- نقص الانتباه.
- اضطرابات التصرف.
- تقلب المزاج والقلق والاكتئاب.
- اضطرابات النوم.
- فقد الشهية العصبي.
- العناد.
- اضطرابات الشخصية.
- الأفكار والاتجاهات الانتحارية
- الإدمان على العقاقير المخدرة.
ومـن المتوقـع حـدوث مشـكلات نفسـية للمراهقيـن نتيجة التغيـرات البدنيـة والحيويـة والنفسـية والاجتماعيـة، وغالبـاً مــا يكــون اهمــال الصحــة الجســمية مترافــق مــع اهمــال الصحــة النفســية حيــث تؤثــر الصحــة النفســية إلــى حــد بعيـد فـي أنمـاط السـلوك عنـد البلـوغ
الحلــول الملائمــة للمشــكلات النفســية والاجتماعيــةعنــد المراهــق/ة والشــاب/ة
خــلال التعامــل مــع المراهقين/المراهقــات والشباب/الشــابات، الحـرص علـى:
- الإصغاء والاهتمام لآراءهم.
- الابتعــاد عــن القســوة الزائــدة أو الــدلال الزائــد والتســامح معهــم فــي بعــض المواقــف الاجتماعيــة
- تعزيز الثقة بالنفس لديهم.
- منحهــم الطمأنينــة بإرســاء مشــاعر الأمــان والحــب والعطــف.
- تشجيعهم على تحمل المسؤوليات الفردية.
- توجيههـم إلـى ممارسـة الهوايـات الرياضيـة والثقافيـة
- ومصاحبـة الأصدقـاء الجيديـن
نذكر هنا أهم الاستراتيجيات التي تساعد كل شاب يافع على التعامل مع أي مشكلة من المشكلات النفسية:
1. طلب المساعدة عند التعرض لمشكلة نفسية هي علامة قوة وليست ضعف
يتطلب الأمر الكثير من الجهد والشجاعة للمضي قدمًا والاعتراف بأنك قد لا تكون قادرًا على التعامل مع تحدياتك بمفردك. لا حرج على الإطلاق في طلب المساعدة من شخص ما. في بعض الأحيان، نحن كشباب، نخشى التحدث، وقد نعتقد أننا نضايق الآخرين أو نصبح عبئًا على الآخرين، وقد نخشى أن يعتقد الناس أننا ضعفاء لأننا لا نستطيع أن نفعل كل شيء بأنفسنا، لكن هذا الاعتقاد خاطئ.
2. يساعد العيش بأسلوب حياة صحي في الحفاظ على توازن عقلك
خلال سنوات المراهقة والشباب، تتغير الأمور باستمرار، ونحن نتطور باستمرار. نحن ننمو، ونصبح أكثر استقلالية، وتقع على عاتقنا مسؤولية التأكد من أننا نتخذ خيارات صحية. نحن بحاجة إلى قدر كافٍ من النوم. قد تمضي ليالي عديدة في السهر لوقت متأخر جدًا، وقد تفقد التركيز في صباح اليوم التالي، لتجد صعوبة في التركيز في الدراسة أو العمل.
3. إنك تمتلك القدر الكافي من القوة
قل لنفسك دائمًا “إنني أمتلك السيطرة الكاملة على حياتي.” “أنا ذكي.” “أنا فريد من نوعي.” “لدي هدف!” إن إخبار نفسك بهذه التأكيدات كل يوم هو أفضل تذكير بأن لديك القوة.
كلنا نمتلك صفات إيجابية بشكل لا يصدق، ولا ينبغي التغاضي عنها. يجب أن تكون بمثابة تذكيرات مستمرة يمكنك التغلب عليها ولتكن متأكداً أن النتائج الإيجابية ممكنة.
4. هناك الكثير من مهارات التأقلم المختلفة لإدارة الصحة النفسية
تذكر أنه يمكن التحكم في مشكلات الصحة النفسية، فهناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لمعرفة كيفية إدارة صحتك النفسية. إن تحديد أفضل مهارات التأقلم لديك يُحدث فرقًا كبيرًا. حاول العثور على مهارات التأقلم التي من شأنها أن تريح ذهنك، كالكتابة أو الرسم أو الموسيقى أو زراعة النباتات البيتية.
5. إحاطة نفسك بأشخاص يتمتعون بصحة جيدة يجعل عملية التعافي أكثر سلاسة
يؤدي التنمر والعلاقات غير الصحية إلى صعوبة التعامل مع مشكلات الصحة النفسية. بينما يساعد العثور على أصدقاء يدعمونك ويعاملونك بلطف على الحفاظ على الإيجابية في حياتك، فهذا يزيل الكثير من الألم المصاحب لمعاناة مشكلة الصحة النفسية.
